روائع مختارة | واحة الأسرة | فقه الأسرة | الحب حقيقة أم ادعاء؟!

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > فقه الأسرة > الحب حقيقة أم ادعاء؟!


  الحب حقيقة أم ادعاء؟!
     عدد مرات المشاهدة: 1939        عدد مرات الإرسال: 0

كلمة صغيرة هى الحب إلا أنها بلا شك تحمل معانِ عظيمة بل يكاد يصدق عليها أنها هى أصل كل المعانى السامية، وهى أيضا نتاج كل الروابط والمعاملات الصادقة.

إن هذه الكلمة العظيمة مشتقة من الصفاء والنقاء والخضوع والتذلل والحركة والنماء والخير العميم.

ولو سئل أى شخص صاحب فطرة سليمة لم تنتكس عن علاقته بهذه الكلمة لم تخرج إجابته عن قوله إنه يحب الخير والعدل والحق والصدق والكرم والرحمة وغيرها من القيم النبيلة.

والكلام وحده لا يكفي، بل لابد له من دليل يشهد له بأنه حقيقة ولا يقف عند كونه مجرد ادعاء، فالله الحق واضع الموازين القسط حين ادعى قوم محبته أمرهم بالدليل حتى ينالوا شرف محبته ويكونوا أهلا لمغفرته قال تعالى:{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّه فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّه وَيَغْفِر لَكُمْ ذُنُوبكُمْ وَاَللَّه غَفُور رَحِيم} [آل عمران:31].

والحب كلمة لها تأثير عجيب على المرأة بصفة خاصة، كبيرة كانت أم صغيرة، طفلة كانت أم مسنة، فهي تحلم بأن تعطي كل الحب لمن حولها، وتتمنى كذلك أن يُغدق عليها الجميع الحب كله، فقد وهبها الله عاطفة جياشة غالبا ما تحكم تصرفاتها.

ولكن من باب التناصح معكِ أيتها المرأة المسلمة أدعوكِ أن تبذلي كل ما في وسعكِ من عطاء وأن تراقبي تصرفاتكِ وتحاسبي نفسك لتجني أجمل ثمار المودة والحب وليكن حواركِ مع نفسك دائما: هل محبتك لله حقيقة؟..

هل تطيعين أوامره وتتقربين إليه دائما وتجعلينه رقيبا على تصرفاتك؟.. أم تُقصرين في أداء ما عليكِ وتتغافلين عن أوامره أو تتمردين عليها وتتهاونين في طاعته ولا تحرصين على الرجوع إليه بالتوبة والإستغفار ثم تدعين محبته؟

هل يملؤ حب الرسول صلى الله عليه وسلم قلبك فتحرصين على تلمس سنته والإستجابة لهديه وتتمنين شفاعته بالمسارعة إلى تلبية أوامره والإبتعاد عما نهى عنه؟.. أم تنساقين وراء كل ناعق بمخالفته وهجر طريقته ثم تدعين محبته؟.

هل تحبين حياتك ونعم الله التي وهبها لكِ فتحرصين على التمتع بحلالها وألا تبخسي نفسك حقها وما أباحه الله لها؟.. أم تقصرين في الحفاظ على صحتكِ ووقتكِ ومالكِ ثم تدعين حب الحياة التي وهبها الله لكِ؟.

هل أنت حقيقةً تحبين والديكِ فتسارعين في برهما وتفقد أحوالهما وتقديم ما يسعدهما بأن تريهما سعادتك وتتلمسين تقديم اللفتات التي تدخل السرور على قلبيهما والبشاشة في وجهيهما وتحافظين على الدعاء لهما أحياءًا كانوا أو أمواتًا؟.. أم أنك تقصرين في إخبارهما بمدى حبك لهما والتلفظ بكلمات المحبة على مسمعيهما وتبخلين بكلمات الشكر لهما وتنسين قول الحبيب صلى الله عليه وسلم «من لا يشكر الناس لا يشكر الله» وهما أقرب الناس؟. 


هل تُسمعين زوجك عبارات المحبة والمودة وتريه منكِ ما يحب وتنعشين ذاكرته دائما بما يقرب بينكما ويضيف جو التراحم بينكما وتعلمينه كيف يناجيكِ بأحب الأسماء إليكِ؟.. أم تدَّعين محبته ولا تُسمعينه إلا الشكوى والإتهام بالتقصير ومواجهة خشونته بالتقطيب والعبوس؟.

هل تحبين بيتك وتعتبرينه مملكتك وتملئينه بالدفء والسكن وتحمدين الله أن وهبك إياه وتذكرين أنه لا يضيق سمٍ الخياط عن متحابين ولا تسع الدنيا متباغضين كما قال الخليل بن أحمد الفراهيدي ر حمه الله؟.

أم تهملينه وتسارعين بالخروج منه وتتذمرين من البقاء فيه وتنظرين لمن هم أعلى منك في زخرف الدنيا فتجحدين نعمة الله عليكِ؟.

هل تحبين إخوتك وأقاربك وجيرانك وأصدقائك وتتخذين محبتهم في الله تقربا إليه سبحانه فتسارعين في السؤال عنهم والإطمئنان عليهم والحفاظ على الصلة الطيبة بهم وتبادرينهم بالسؤال عنهم والتهادى لهم والإبتسام لرؤيتهم وتبلغيهم حبك وتحرصين على الدعاء لهم بظاهر الغيب؟.. أم تضعين عيوبهم وأخطاءهم تحت المجهر فترفضينهم ولا ترحمي ضعفهم وتؤثرين إعتزالهم؟

أثر المحبة:

أيتها الأم المسلمة الفاضلة إن الحديث عن محبة الأبناء أمر مسلَّمٌ لكن هل تحرصين على إحتضانهم وتقبيلهم ومكافئتهم ومسامحتهم صغيرهم وكبيرهم وتتمثلين قول الرسول الرحيم صلى الله عليه وسلم حين جاءه أعرابى ورأى الرسول يقبل أحفاده فأنكر ذلك فأخبره صلى الله عليه وسلم أن الله قد نزع من قلبه الرحمة؟.

أم تدَّعين محبة الأطفال فتتصنعين ملاطفتهم فتُحرمين من برائتهم وعذوبتهم؟.

أيتها المرأة المسلمة أبشري وتيقتي أنه عندما تنمو في نفوسنا بذور الحب والخير نعفى أنفسنا من أعباء ومشقات كثيرة فكم نمنح أنفسنا طمأنينة وراحة وسعادة حين نمنح الآخرين عطفنا وحبنا وثقتنا وبشئ من الود الحقيقى سرعان ما تنكشف لنا ينابيع الخير في نفوسهم ويمنحوننا حبهم وثقتهم ومودتهم في مقابل القليل الذي نبذله بصدق وإخلاص وصفاء، وفيما أخرجه الطبراني مرفوعًا: «أن أفضل الأعمال بعد الإيمان بالله التودد للناس».

الكاتب: تهاني الشروني.

المصدر: موقع رسالة المرأة.